أجوبتي في كورا Quora

ماذا تنفث الطائرات خلفها في السماء؟ هل هي سموم أم روبوتات مراقبة؟

جميعنا قد لاحظَ الخطوط البيضاء التي تشبه الغيوم، التي تتركها الطائرات خلفها، وقد يفكّر البعض في أنّها تشكّل تلوّثًا يشبه التلوّث الذي تسبّبه السيّارات ووسائط النقل المختلفة، وهذا بالفعل صحيح فهي تنفث غاز ثنائي أكسد الكربون بالإضافة لبخار الماء نتيجة حرقها للوقود التقليدي.

لكن هذا ليس الجزء المثير من القصّة، حيث يعتقد أنصار نظريّة المؤامرة أنّ اللون الأبيض لهذه الخطوط دليلًا على أنّ الحكومات تنشر شيئًا ما ضارًّا عبر الطائرات المدنيّة، ورغم أنّ هناك تفسير علمي بسيط للون الأبيض وهو أنّ بخار الماء يتحول إلى حبّات ناعمة من الجليد في طبقات الجوّ العليا إلا أنّ أصحاب نظرية التسميم بالطائرات لا يقنعون به، ويصرّون على أنّ الولايات المتّحدة (أو عدّة دول) يستخدمون الطائرات المدنية لرشّ أسلحة بيولوجية أو روبوتات نانويّة مستشهدين بدراسة نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية في تسعينيات القرن الماضي، تتحدّث تلك الدراسة عن وسائل يمكن استخدامها لتغيير المناخ أثناء حربٍ ما، متّخذةًً من الوسائل المتاحة حاليًا والمستخدَمة على نطاقٍ واسع في عمليّات “الاستمطار” التي تهدف لجلب الأمطار أو إبعادها أو تصغير حبّات البَـرَد لحماية المحاصيل الزراعية.

يظنّ أنصار المؤامرة أيضًا أنّ الطائرات المدنيّة تنفث جسيمات عاكسة لأشعة الشمس كي تخفّف من أثر الاحتباس الحراري، بينما يظنّ قسمٌ آخر منهم أنّ الحكومات المتآمرة تهدف لإلحاق الضرر بمناخ مناطق معيّنة من العالَم أو تسميم سكّان تلك الناطق بموادّ مثل الألمنيوم، لكن يمكن الردّ على هذه الادّعاءات ببساطة شديدة وذلك بأنّ حركة السُحُب والهواء بشكلٍ عامّ لا يمكن التنبّؤ بها أبدًا ولا يمكن حصر تأثير أي عوادم بمنطقة معيّنة من العالَم.

أمّا أكثر أنصار المؤامرة تطرّفًا يعتقدون أنّ الارتفاعات الهائلة التي تطير فيها الطائرات (وتصل حتى 12 ألف متر) هي من أجل التغطية على ضخّها لكميّات كبيرة من الفيروسات والروبوتات النانوية التي تهدف للحدّ من الانفجار السكاني أو من أجل التحكّم بعقول البشر. وهذه النقطة أيضًا مردودٌ عليها بنفس الطريقة السابقة، حيث لا يمكن التنبّؤ بمسار الموادّ المرشوشة أبدًا.

لكن هل يمكن للطائرات الكهربائية حلّ هذه المشاكل؟

بالفعل اقترح بعض الباحثين استبدال محرّكات الطائرات الحراريّة، بمحرّكات هيدروجينيّة أو كهربائية، لكن يبدو تطبيق مثل هذه الحلول بعيد المنال بسبب الصعوبات التقنيّة الهائلة، بالإضافة إلى عدم وجود دراسات أو جهود فعلية من قِبَل مصنّعي الطائرات لتنفيذ هذا الأمر.

مع ذلك يجب العثور على حلول لتفادي الارتفاع الشديد في درجة حرارة كوكب الأرض، بالنظر إلى أنّ النقل الجوّي يتطوّر بسرعة وسيصل عدد المسافرين في عام 2030 إلى ستّة مليارات.

منقول بتصرّف من مجلة الفتيان للعلوم والتقنية العدد 23

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى