ما هو أهم إثبات حسابي تم اكتشافه من خلال الكمبيوتر؟
بعد تطوّر علوم الحاسوب بأنواعها وزيادة قدرات الحواسيب (هارد وير) والتقدّم في الخوارزميات (سوفت وير) وثورة الاتّصالات والبيانات الضخمة التي أدّت لتقدّم الذكاء الاصطناعي تقدّمًا كبيرًا فإنّ الكومبيوتر بات من أهم الأدوات البحثية، بالأخصّ عندما يتعلّق الأمر بمعالجة كمّ كبير من المعلومات.
سأذكر مثالين
الأول المشروع العالمي للبحث عن أعداد ميرسين الأولية عبر الإنترنت
أطلق هذا المشروع جورج ولتمان في عام 1996 ويهدف لإصابة عصفورين بحجرٍ واحد، الأوّل اختبار قدرات الحواسيب، والثاني اكتشاف أعداد أوّليّة جديدة، وبما أنّ البحث عن الأعداد الأوّليّة الجديدة عملًا صعبًا للغاية، وهو يتمّ بواسطة الحواسيب على أيّة حال لأنّها وصلت لعدد منازل هائل جدًّا، لكن أصبحت عمليّة البحث واختبار الأعداد صعبة حتى على أقوى الحواسيب، لذلك أتت فكرة إطلاق هذا المشروع التعاوني عبر الإنترنت بحيث يمكن لأي شخص أن يحمّل البرنامج الخاصّ بفحص الأعداد واختبارها فيما إذا كانت أوّليّة أمْ لا، وبذلك يستطيع اختبار قدرة حاسوبه إضافةً لتزويد مشروع ميرسين بنتيجة البحث من أجل أن يستمرّ بقيّة متطوّعي العالم بالبحث.
وقد وصل عدد أعداد ميرسين بعد 23 سنة من إطلاق هذا المشروع إلى 51 عدد وإذا علمنا أنّ آخر عدد منها قد اكتشف في عام 2018 ويتكوّن من حوالي 25 مليون خانة فإنّنا سندرك حجم العمل الذي تقوم به الحواسيب
المثال الثاني
في تناغم رائع بين البيولوجيا والذكاء الاصطناعي صُمّم مؤخّرًا “روبوتات حيوية”.
ما هي الروبوتات الحيوية؟
بالفعل فإنّ المصطلح جديد ويدلّ على منتج فريد ورائع، وهو روبوتات صغيرة (من رتبة المليمتر) صُنعت بدءًا من خلايا جذعية مأخوذة من الضفدع، ثمّ تمايزت هذه الخلايا إلى نوعين هما خلايا جلد وخلايا قلب، بحيث تكون الأولى حاضنة وحامية للثانية التي تنتج حركة بانقباضها وانبساطها بشكل يشبه حركة القلب، ولهذه الروبوتات ميزة مهمّة جدًا وهي أنّها تُدمّر ذاتيًا بعد عدّة دقائق.
لكن ما هو دور الذكاء الاصطناعي؟
لقد صُممت جميع التعليمات الوراثية التي ستحمل على الحمض النووي بواسطة الحاسوب ثمّ جرت محاكاة حاسوبية لتكاثر هذه الخلايا ونسخها لحمضها النووي بما فيها الطفرات، بعد إجراء المحاكاة لعملية التكاثر، أعيدت التجربة مرارًا وتكرارًا واختبرت نتائجها (حاسوبيًا) لانتقاء أفضل النماذج من أجل صناعتها بشكل فعلي، وعندما أعطى الحاسوب النتيجة قام العلماء بالفعل بصنع نماذج أولية من الروبوتات الحيوية التي تعد بالكثير، فقد تايع العلماء أبحاثهم حول إمكانية الاستفادة من هذه الروبوتات في نقل الدواء داخل جسم الإنسان إلى اماكن محددة تتم برمجتها عليها حاسوبيًا وتضمين هذه البرمجة في شيفرتها الوراثية.
الهوامش
[1] Great Internet Mersenne Prime Search
[2] اكتشاف أكبر عدد أوّلي يتكوّن من 25 مليون خانة مع حفنة من الميزات النادرة
[3] A scalable pipeline for designing reconfigurable organisms
تعليق واحد