اختراع العجلة سيؤدي لرفع نسبة البطالة وخمسة أضرار أخرى
عصور ما قبل التاريخ – راغب بكريش
في تطور مفاجئ لا يخلو من الغباء، أعلن أحد أفراد القبيلة عن اختراع جديد سمّاه “العجلة” نعم.. العجلة! قطعة دائرية تُدحرج بكل بساطة على الأرض. لا أحد يعرف بماذا كان يفكّر ذاك المخترع لكن من المؤكّد أنّ هذا الاختراع العبقري سيؤدي إلى كارثة اجتماعية شاملة في المجتمع وسيكون السبب في نهاية عالمنا!
سأشرح لكم أيها الأعزاء، أنتم الذين لا زلتم قادرين على استخدام عقولكم، ستة من الأضرار المترتبة على هذه “العجلة” المشؤومة، وكيف ستقلب حياتنا رأساً على عقب.
1. ارتفاع نسبة البطالة بين العمّال الشرفاء
دعونا نتحدث بصراحة من المستفيد الأوّل من اختراع العجلة؟ إنّهم أولئك الكسالى الذين يريدون أن يتجنّبوا القيام بأيّ مجهود، فحتى اللحظة، يقوم رجالنا الأقوياء بنقل الحجارة والمعدّات على ظهورهم ممّا يوفّر فرص عملٍ شريفة ويضمن بقاء الجميع في صحّة جيدة بفضل النشاط الجسدي المتواصل. لكن مع “العجلة” ستُجرّ الحمولات بوساطتها، وستتدحرج بكلّ بساطة إلى الوجهة المطلوبة. ما النتيجة؟ سنرى رجالنا يجلسون تحت الأشجار بلا عمل، ينتظرون وجبة العشاء وكأنهم لا يمتلكون أذرعاً وأرجلًا!
2. ازدياد وزن البشر بشكل مقلق
بعد أن كان النقل يتطلّب قوّة بدنية، سنجد أنفسنا فجأةً أمام جيل جديد من البشر، يميل إلى الكسل والراحة، لن يمشون لمسافاتٍ طويلة أو يحملوا الأوزان الثقيلة، عندئذ سيزداد وزنهم، وستنتشر ظاهرة “الكرش”.
3. ارتفاع معدل الأعمار وزيادة أعداد السكان
مع هذا الاختراع سيتقلص المجهود الجسدي، وتنخفض معه الإصابات الناتجة عن نقل الحمولات الثقيلة، ومن الطبيعي أنّ الناس سيعيشون لفتراتٍ أطول، ممّا يعني زيادةً في عدد السكان.ونحن اليوم بالكاد نجد ما يكفينا من الموارد، فكيف سنطعمهم؟ وأين سنسكنهم؟
4. اللصوص سيهربون ولن نستطيع الإمساك بهم
تخيلوا معي لصًا يستخدم عجلةً للهروب، كيف يمكننا اللحاق به؟ سنظلّ نركض ونركض بلا جدوى، بينما يبتعد هو بكلّ سهولة وسرعة، أهلاً بكم في عالم تعج به الجريمة والعجلة!
5. الفوضى المرورية والتصادمات
مع التسهيلات التي تقدمها العجلات ستنتشر أكثر وأكثر، عجلات تدور في كل مكان، يتبعها تصادمات هنا وهناك، وسنجد أنفسنا في فوضى عارمة، وسنتجه لتوظيف المزيد من الناس في مصلحة المرور أي هدرًا جديدًا للموارد، عدا عن اضطرار الناس للجلوس والانتظار في “اختناقات مرورية” في أزقتنا الترابية الضيقة المخصصة للبشر فقط.
6. فقدان الهوية الثقافية والبساطة
يجب ألّا نغفل عن الضرر الثقافي الذي سيحدثه هذا الاختراع، نحن أبناء القبيلة نعيش في مجتمعٍ بسيط، وكلّ شيءٍ فيه يُنجز ببطءٍ وتأنٍ، لكن مع العجلة، سنفقد هذه الهوية وسيتحوّل الجميع إلى آلاتٍ سريعة وسنفقد روح التعاون.
دعونا نعود للبساطة التي كانت سمة حياتنا، قبل أن تأتي هذه العجلة وتقلب كل شيء رأساً على عقب.