عالم التقنية والابتكار
أجوبتي في كورا Quora

ما الموقف الذي حدث لك عندما كُنتَ طالباً في المدرسة ولا يمكنك نسيانه مدى حياتك؟

الانتساب الاختياري لحزب البعث في سوريا

المكان سوريا

الزمان حقبة حكم الأسد الأب

يدخل الموجّه إلى صفّنا (الصفّ العاشر) يحمل عصا كعادته. [راجع الحاشية 1]

ويقول بصوته العالي ذي الطابع الخطابي والآمر الحازم بنفس الوقت “هذه طلبات الانتساب للحزب” ويوزّعها علينا، ثمّ يتكلّم وهو يلوّح بعصاه: [راجع الحاشية 2]

من لا يريد الانتساب
من لا يريد الانتساب

قد يخرج أحدهم، من صفّي خرج أحد الطلاب، أنا لم أجرؤ على الخروج رغم أنّي لا أريد الانتساب، نعم كان يقول أنتم أحرار، لكن نحن نعلم أنّه يقصد العكس.

ثمّ يبدأ حملة تشويه سمعة من لا يريد الانتساب للحزب ويحمّلهم مسؤولية هزيمة الأمّة كلها لأنّهم لم يشاركوا الحزب نضاله. [راجع الحاشية 3]

من لا يريد الانتساب2
من لا يريد الانتساب2

ثمّ يخرج على إثرهم، وبعد عدّة دقائق يعودون معه وقد اقتنعوا بطريقةٍ ما بالتراجع عن قرارهم.

أخيرًا يذهب إلى الترغيب، بعرض ميزات عضو الحزب، حيث سيكون له الأفضلية في كلّ شيء، في التعليم والتوظيف والمنح والسفر والمناصب السياسية والترقية الوظيفية الخ الخ

أنت الخاسر
أنت الخاسر

الحواشي

[الحاشية 1]

الموجّه هو الاسم الرسمي لمشرف الطابق، حيث إنّ مهمّته الرئيسية هي الإشراف على انضباط الطابق الذي يديره من طلاب ومدرّسين وجداول الحصص والاختبارات وغيرها، لكن اسمه “موجّه” لأنّ التوجيه المعنوي من مهامّه وهي مهمّة حزبيّة وليست تربوية.

[الحاشية 2]

كان الضرب في المدارس غير ممنوع، ليس هذا فقط، بل كان عادةً طبيعية تُمارَس على نطاق واسع من قِبل المشرفين والمدرّسين على حدٍّ سواء، وكانت عدّة المدرّس التي يحملها معه عندما يتنقّل بين الصفوف هي: الطباشير وممسحة اللوح والعصا ليهشّ بها على الطلاب.

[الحاشية 3]

المقصود بالحزب هو حزب البعث العربي الاشتراكي الحزب الحاكم للدولة والمجتمع في سوريا بحسب الدستور السوري، وكان السوريّون يقولون فقط “الحزب” دون ذكر اسمه، لأنّه الحزب الوحيد الفعّال، حيث كانت هناك عدّة أحزاب صوريّة فقط تُسمّى أحزاب الجبهة الوطنية التقدميّة وهي أحزاب شكلية سمح لهم حزب البعث بالعمل في سوريا لإكمال الصورة السياسية أمام المجتمع الدولي وإظهار سوريا بمظهر الدولة التي تحوي أحزابًا متعدّدة، جميع هذه الأحزاب مجتمعةً لا يتعدّى عدد أفرادها بضعة آلاف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى