كوكب الأرض يختبئ خلف كوكب الزهرة أثناء لعبه الغميضة مع أورانوس
المجموعة الشمسية في أطراف درب التبانة – راغب بكريش
في اكتشاف مثير، تبيّن أنّ هناك لعبة مذهلة تجري بين كواكب المجموعة الشمسية، هي لعبة الغمّيضة، وقد تصادف الاكتشاف مع دور كوكب أورانوس في البحث عن أصدقائه الكواكب الأخرى، ومن الواضح أنّ أكثر الكواكب خبرةً في الاختباء وفي هذه اللعبة عمومًا هو كوكب الأرض.
لقد اختار كوكب الأرض مكانًا قريبًا منه للاختباء دون بذل الكثير من الجهد مع شبه استحالة أن يعثر عليه أورانوس وهذا المكان خلف كوكب الزهرة باتجاه الشمس، حيث استفاد كوكب الأرض من قُرب كوكب الزهرة منه ومن حجمه المقارب لحجم الأرض مما يساعده على الاختفاء تمامًا فيما لو اختار نقطة مناسبة للتمركز فيها.
استغل كوكب الأرض أنّ أورانوس لن يستطيع الاقتراب كلّ هذه المسافة من الشمس كي لا يتبخر هو شخصيًا أو حلقاته أو أقماره، حيث إنّ 60% منه يتكون من الجليد وكذلك أقماره وحلقاته.
بالرغم من أنّ الاقتراب بهذا الشكل من الشمس يشكّل خطرًا محدقًا بالبشر إلا أنّ كوكب الأرض لم يكترث لهم وذلك من باب المعاملة بالمثل معهم، فالبشر يعيثون فسادًا في سبيل متعتهم اللحظية دون الاكتراث بالكوكب وسكانه من الكائنات الحية الأخرى
لم يكتفِ كوكب الأرض بالاختباء ريثما يُصاب أورانوس باليأس من العثور عليه، بل استغل الفرصة وبدأ بالتفاخر أمام كوكب الزهرة، فتارةً يغيظه بالكسوف وتارة بالخسوف، لكن الزهرة لم يكن يفهم، ممّا اضطر كوكب الأرض ليشرح له هذه الظواهر بشكلٍ عمليّ، فمثّل كوكب الأرض دور القمر التابع لكوكب الزهرة وحجب نور الشمس ليقلّد ظاهرة الكسوف، في تلك اللحظة توفي مئات الآلاف من البشر في موجات الحرّ، لكن كالعادة لم يكترث أي من كواكب المجموعة الشمسية، فالمتعة أهمّ.
وفي تصريح خاصّ لجريدتنا قال كوكب الأرض: “تتيح لعبة الغميضة وغيرها من الألعاب الحركية الفرصة للكواكب للتفاعل والتعلّم من بعضها البعض بطريقة ممتعة، مثلًا استفاد كوكب الزهرة من خبرة الأرض في ظاهرتي الكسوف والخسوف، ومع الزمن ستساهم هذه الخبرات المتراكمة عبر الألعاب في توسيع المعرفة العلمية وتحسين التفاهم بين الكواكب وتواصلها في الفضاء اللامتناهي”.◾◾