أدبملحوظات شخصية

هذيان

في زمن الرهبة و البهتان ؛؛ في زمن الغفلة و النسيان ؛؛ في زمن الضعف و الحرمان ؛؛؛ لا يبقى أمامنا إلاّ أقلامنا و كرّاساتنا ؛
لكن حين تغادرنا هذه الأزمان و تأتي تلك التي تجعلنا نبكي حسرةً على الحرمان ؛؛ حين لا نستطيع مسك أقلامنا أو فتح كرّاساتنا ؛
بل لا نستطيع أن نصيح من شدّة أوجاعنا ؛؛؛
فيبحث كلٌّ منّا عن حضنٍ يرتمي إليه ؛؛ و عن صدرٍ يرقد عليه ؛؛ بل إنّه يبحث عن أكثر ؛ أكثر من الصدر و الحضن ؛؛
إنّ ما نحتاجه في زماننا بل في كلّ الأزمان ؛؛ أذن!
أذنٌ نخبئ بها أسرارنا و آمالنا و أحلامنا و خوفنا و ألمنا و خجلنا و حسدنا و كذلك إعجابنا بألوان الخنفساء الحمراء.
إنّ ما نحتاجه أذن ؛؛ لكن هل الأذن هي كلّ ما نحتاجه؟!
قد يجد الإنسان بئراً آخر غير الأذن ليخبئ بها أنفاسه فهو يستطيع أن يمطر على دفتره أو حاسوبه و قد ينحت مشاعره في جدران سجنه ؛؛؛
لكن الشجرة تحتاج المطر لتثمر بقدر حاجتها البشر ليقطف الثمر و تثمر من جديد ؛؛ كذلك نحن نحتاج غيمةً تمطر في أذننا في ذات الوقت الذي نحتاج لأذنٍ نطمر فيها أنفسنا ؛؛ هذا لن يستطيع فعله دفترنا أو حاسوبنا و لا حتّّى الهرّة التي تتمسّح فينا كلّ صباح ؛؛ هذا لن يقدر على فعله إلا إنسان يؤمن بعمق بئرنا و يؤمن بحبّنا و يؤمن بحاجتنا لأمطار غيومه و يؤمن بحاجته لماء آبارنا ويؤمن بحبّه لحبّنا و يؤمن بصدق هذا البيان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى