الحلبيون ينقذون أنفسهم من عبادة الأصنام
التمثال الذي حجَب الإعلان، فاستحقّ الإعدام

في خطوة تاريخية تُضاف إلى سجلّ الانتصارات الحضارية، قامت جهاتٌ غير معنيّة مدعومة بتلك المعنيّة بانتشال مدينة حلب من براثن الجاهلية، عبر إزالة ما يُدعى “تمثال الشهداء” من ساحة سعدالله الجابري.
أسوةٌ بما فعله المسلمون بعد فتح مكة من تحطيم الأصنام، نُفّذ القرار الحكيم بعد مطالبة أكثر من عشرين شخصا من سكّان حلب البالغ عددهم مليوني نسمة. فغالبية الشعب الحلبيّ لم تكن تعرف أنها تسير يوميًا تحت ظلّ الوثنية حتى جاء من يوقظها من الغفلة.
والحقيقة أنّ المجسّم لم يبادر للحظة بالدفاع عن نفسه، ولم ينطق ولو بكلمة واحدة، ولم يعترض وهو يُسحب من رقبته كالتيس، بل مضى صامتًا كما عاش. ولو كان رمزا للشهداء لانتفضت أرواحهم تدافع عنه وتحلّ لعنتها على من يسحله.
لقد انتهى عهد الآلهة التي إذا انهدم بيت أتباعها، جاؤوا ففكّكوا حجارتها ليبنوا منها بيتًا جديدًا.
ثمّ لنسأل بواقعية: ما الفائدة من مجسّم حجري لا يوزّع واي فاي ولا يشحن بطارية؟
ماذا لو وضعنا مكانه برجًا يبثّ الإنترنت؟! وعلى سيرة الإنترنت فإنّ المجسّم يحجب جزءًا من لوحة الإعلانات التي وضعتها الجهات غير المعنيّة (إيّاها).
ومن العجيب أن بعض الناس بكوا المجسّم ولم يبكوا حين هدم النظام الكلسوني نصف المدينة.
تبكون حجر الشهداء ولا تبكون شهداء الحجر؟! (لا أعلم من هم شهداء الحجر، لكنها عبارة رنانة)
ثمّ جاء بعضهم يصيح: “لماذا يُنقل إلى المتحف؟!”
يا أُخيّ المتحف مظلّل وفيه مكيّف، هل تريد له أن يعاني في الساحة من الظروف الجويّة دون غطاء ودون كساء؟ هل ترضاها لأمّك؟
وللعلم فقط، المتحف لا يبعد أكثر من خمسمئة متر عن الموقع الأصلي، فمن أراد زيارته، فليتفضل، لا يحتاج الأمر مظاهرة.
