عالم التقنية والابتكار
تعليمتقارير

أولياء الأمور في هذه البلدان يساعدون أطفالهم في أداء واجباتهم المدرسية

إذا كان تقديم المساعدة في الواجب المنزلي هو مقياسٌ لمقدار رعاية الأمّهات والآباء لأطفالهم، يجب أن يكون الآباء والأمّهات في الهند أكثر الآباء المحبّين لأبنائهم في العالم.

وفقًا لدراسةٍ جديدة، فإنّ الآباء من شبه القارّة الهنديّة يقدّمون أكبر قدرٍ من المساعدة لأطفالهم. كما لوحِظ أنّ الآباء في الدول ذات الاقتصادات الناشئة يمضون وقتًا أطول في مساعدة الأطفال في الواجبات المدرسيّة أكثر من أولئك الذين يعيشون في الدول الأكثر ثراءً.

على الصعيد العالميّ كان الآباء الأكثر تعليماً هم الأكثر عرضةً لتقديم المساعدة، في حين أنّ 39٪ من الذين لم يتلقّوا التعليم إلاّ في المرحلة الابتدائيّة لم يقدّموا أيّة مساعدةٍ لأبنائهم على الإطلاق.

أُجريت الدراسة على 27000 أبّ وأم وشملت 29 بلدًا، وهذه هي بعض النتائج التي توصّلت إليها الدراسة التي أجرتها مؤسسة فاركي، وهي مؤسّسة خيريّة تهدف إلى تحسين تعليم الأطفال المحرومين في جميع أنحاء العالم.

الوقت المناسب والجودة؟

يقضي ربع الآباء حول العالم سبع ساعات أو أكثر في الأسبوع لمساعدة أطفالهم في دراستهم، ويرتفع هذا الرقم إلى 39٪ في كولومبيا و 50٪ في فيتنام و 62٪ في الهند.

لكن في الدول الثريّة يتراجع مقدار الدعم بشكلٍ كبيرٍ. 11 ٪ فقط من الآباء والأمّهات في المملكة المتّحدة، و 10 ٪ في فرنسا واليابان، و 5 ٪ في فنلندا يساعدون أطفالهم بعد المدرسة.

يقضي الآباء الهنديّون 12 ساعة في الأسبوع في المتوسّط ​​في المساعدة في الواجبات المنزلية، في حين يصرف الآباء الفيتناميون 10.2 ساعة. وجاءت الأمّهات والآباء الأتراك الذين يخصّصون 8.7 ساعةً للتعليم بعد المدرسة في المرتبة الثالثة.

كان متوسّط ​​الوقت المستغرق في النشاطات التعليميّة خارج المدرسة على مستوى العالم 6.7 ساعات في الأسبوع، حيث قدّم الآباء من بلدان في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية مستويات أعلى من المتوسّط العالمي ​​من المساعدة.

بينما قدّم الآباء والأمّهات في الولايات المتحدة وبولندا 6.2 ساعةً لكلّ منهما، في حين أنّ أولئك في المملكة المتحدة صرفوا 3.6 ساعة. ويقدّم الأباء في فنلندا 3.1 ساعات، ويساعد أولياء الأمور اليابانيين أبناءهم لمدّة 2.6 ساعة كلّ أسبوع فقط.

وفي دراسة منفصلة أجرتها منظّمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي عن عدد الساعات التي يقضيها الأطفال في تأدية الواجبات المدرسيّة في المنزل كانت الأرقام كارثيّة في إيطاليا التي يقضي الأطفال فيها حوالي 9 ساعات أسبوعيًّا في حلّ الواجبات المنزليّة، بينما كان الأطفال الأمريكيّون يقضون ست ساعات، أمّا أطفال كوريا -التي يتذمّر فيها الآباء- كانوا يقضون أقلّ من ثلاث ساعات أسبوعيًّا في حلّ واجباتهم، وهذا الرقم قريب من رقم فنلندا المعروفة بأفضل نظام تعليمي في العالم.

سعيدوغير سعيد

ومع ذلك فقد أعرب معظم الأمّهات والآباء عن مستويات عالية من الثقة في جودة التعليم الذي يتلقّاه أطفالهم، حيث صنّف 78٪ منهم على مستوى العالم التعليم في بلدانهم على أنّه جيّد أو جيّد جدًا.

لكنّهم كانوا أقلّ ثقة في جودة المدارس المجّانيّة في بلدانهم، حيث كان 45% منهم قلقين حول جودة التعليم في المدارس العامّة.

وقال خمسة وخمسون في المئة من الآباء والأمّهات الذين لديهم أطفال في مؤسّسات تعليميّة تموّلها الدولة إنّهم سيرسلون أطفالهم إلى مدرسة مأجورة إذا تمكّنوا من دفع تكاليفها، في حين وافق 61 ٪ من الآباء في جميع أنحاء العالم على الحصول على خصومات للمساعدة في التكاليف.

وفي حين كان دعم هذه المخطّطات أعلى بشكلٍ عامّ في الدول ذات الاقتصادات منخفضة الدخل والاقتصادات الناشئة، فإنّ الآباء الأصغر سنًّا والأكثر تعليمًا كانوا على الأرجح يفكّرون في إرسال أبنائهم إلى مدارس مأجورة إذا كانت لديهم المقدرة على تحمّل تكاليفها.

كما أنّهم كانوا أكثر عرضةً للموافقة على تلقّي منح من الشركات الخاصّة، والمؤسّسات الدينيّة التي تدير مدارس مجّانيّة.

وقد أعرب 45 ٪ من الآباء والأمّهات في كوريا الجنوبيّة و 60 ٪ من الآباء في اليابان عن مستويات منخفضة من الثقة في جودة التعليم، على الرغم من تفوّق هذه البلدان في ترتيب PISA.

من الملفت للنظر في نتائج هذه الدراسة أنّ 50% من الآباء الذين سُئلوا فيما لو كان لديهم مخصّصات ماليّة أكثر أين سيصرفونها قد أجابوا أنّهم سيدفعونها للمعلّمين كي يقدّموا أفضل ما عندهم أو لتوظيف معلّمين إضافيين. بينما اختار 46% صرف الأموال الإضافيّة في الحصول على كومبيوترات وتكنولوجيا حديثة أخرى، واختار 34% منهم توجيه الأموال الإضافية لبناء مدارس جديدة.

أهمّ مخاوف الآباء

على رأس المخاوف كان الحصول على عمل بعد الانتهاء من الدراسة، حيث كان 42% من مجمل الآباء المستطلعة آراؤهم قلقين فيما إذا كان أبناؤهم سيحصلون على فرصة عمل مناسبة.

في المرتبة الثانية كانت الهواجس المادّيّة تسيطر على 34% من الآباء الذين كانوا قلقين حول كيفيّة تأمين تكاليف الدراسة والحياة عمومًا.

بينما كان الخوف من الكوارث العالميّة والإرهاب -على غير المتوقّع- من المخاوف التي لا تشغل بال سوى 16% من الآباء.

وأقلّ المخاوف كان الخشية من التغيّرات المناخية، حيث عبّر 14% من الآباء عن قلقلهم من المشاكل المناخيّة العالميّة، مثل الاحتباس الحراري وندرة مياه الشرب والتصحّر.

تهيئة الأطفال لسوق العمل في المستقبل

أعرب 64% من الآباء حول العالم عن ثقتهم بأنّ المدارس تُعِدّ الأطفال بشكلٍ جيّد وأنّهم سيكونون جاهزين لمواجهة الحياة في عام 2030، وكان أكثر الآباء تفاؤلاً أولئك في الهند حيث كانت نسبتهم 88% وفي إندونيسيا 86%، بينما كان اليأس مسيطرًا على بلاد الروبوتات حيث كان 37% من الآباء الكوريين و48% من اليابانيين واثقين من هذا الأمر فقط.

أخيرًا مع تطوّر الثورة الصناعيّة الرابعة، فإنّ مقدار الوقت الذي تقضيه في مساعدة أطفالك في الواجبات المدرسيّة يمكن أن يمنحهم ميزةً على منافسيهم في أماكن العمل في المستقبل.

تفاصيل عن تركيا

شمل الاستبيان 1000 مقابلة مع آباء وأمّهات أتراك، مثل بقيّة الدول الثمانية والعشرين التي شملها الاستطلاع دون الأخذ بعين الاعتبار عدد سكّان كلّ بلد.

كانت الأسئلة تتركّز حول أبنائهم بعمر 4 سنوات حتّى 18 سنة، وتمّ أخذ وجهات نظر كلّ من الآباء والأمّهات بشكلٍ متساوٍ.

وتمّ جمع البيانات والمقابلات مع الآباء عبر الإنترنت وليس وجهًا لوجه.

قال ثلث الأتراك (33%) إنّ أكبر مخاوفهم هي الإرهاب.

وقال 44% منهم إنّ سلامة الأطفال في المدرسة هي أكبر مخاوفهم.

بينما أجاب 82% من الأهالي الأتراك بأنّ أكثر ما يسبّب لهم القلق هو مصاريف الدراسة المادّيّة، وبأنّهم يودّون بإرسال أبنائهم إلى مدارس مأجورة لو استطاعوا دفع تكاليفها.

أقلّ من الربع (24%) قيّموا أداء التعليم المجّاني بـ “جيّد”، بينما قيّمه 38% منهم بـ “سيّئ”

27% فقط يوافقون على أن تقدّم المؤسّسات الدينيّة التعليم المجّاني، بينما يرفض ذلك 47% منهم.

72% من كلّ الآباء الذين استطلعت آراؤهم يصفون التعليم في مدارس أبنائهم الحاليّة بالجيّد، و6% يصفونه بالسيّئ.

41% استساغوا فكرة المدارس ذات الدوام الحرّ، بينما رفض 23% هذا النظام من المدارس.

88% من الآباء الأتراك يظنّون أنّه من المهمّ جدًّا أن يرتاد الأطفال المدارس الابتدائيّة، وأكثر من النصف (55%) يعتقدون أنّه من المهمّ أن يتابع أبناؤهم الدراسة في الجامعة.

52% عبّروا عن رغبتهم في صرف المزيد من الأموال على النشاطات التعليميّة الخارجيّة (اللاصفّيّة)، بينما 50% منهم يودّون إنفاق هذه الأموال على الحواسيب والتكنولوجيا، و44% منهم يرغبون في توجيهها إلى المعلّمين سواء الجدد أو لرفع الأجور، و38% يتمنّون لو بُني بالأموال الزائدة مدارس جديدة، و29% قالوا يجب زيادة المراجع والكتب المدرسيّة.

فقط 49% يشعرون بالقلق حيال مستقبل أبنائهم، بينما كان 22% من الآباء أكثر ثقة ولم يشعروا بالقلق تجاه مستقبل أبنائهم.

 

المصدر http://bit.ly/2N4d9c0

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى