ما هو الفرق الرئيسي بين الحقائق الدينية والعلمية؟
الفرق بسيط جدًا هو أنّه لا يوجد شيء اسمه “حقائق دينية”
يستخدم رجال الدين كلمة “حقائق” لوصف “الغيبيات” لكن هذا لا يغيّر من الأمر شيئًا فهي غيبيّات ليس عليها برهان وتكتسب أهميتها من عدد المؤمنين بها.
مثلًا “الحقائق الدينية الفرعونية” أين قوّتها وأهميتها وسطوتها اليوم؟ لا يوجد شيء لأنّ المؤمنين بها ماتوا جميعًا
أمّا الحقائق العلمية فهي قائمة بحدّ ذاتها وقوّتها لا يمكن التأثير بها سواء كان عدد المصدّقين لها شخص واحد أو مليارات الأشخاص، بل هي قائمة حتى قبل وجود البشر، والبشر دورهم هنا الاكتشاف فقط.
مثلًا الأرض كروية قبل أن يوجد البشر وبقيت كروية بعد أن وجدوا وكانت كروية في الوقت الذي ظنوا أنها مسطّحة ثمّ اكتشفوا أنها كروية ثمّ عاد البعض وأنكروا ذلك لكنها بقيت كروية.
أمّا عبارة “الحقائق الدينية ثابتة بينما الحقائق العلمية متغيّرة” فهذه عبارة ساذجة تخلط المفاهيم وتستنبط أحكامًا بناءً على لا شيء، فالثبات لا يعني أنّ هذا المفهوم أقوى أو أضعف.
الثبات الذي تتّصف به المعلومات الدينية ليس سببه قوّتها أو فاعليتها أو صوابها، الثبات يعني أنّها غير قابلة للتطوير وهذا شيء أساسي في الدين، فالتطوير في أي دين يعني الانشقاق إلى مذاهب ومن ثمّ إلى أديان مختلفة، لأنّه دومًا سيكون هناك من يتمسّك بالأصل (الأصوليون) ومن يدعو للتطوير (المجددون)
في العلم لا يوجد أصوليون ومجددون، العلم ككلّ في تطور، ولا يمكن أن تجد شخصًا على مبدأ أصوليي الدين متمسّكًا بنموذج روذرفورد للذرّة ويرفض النموذج الحديث ويقول عنه إنّه تشويه لأفكار روذرفورد وخروج عن تعاليمه.