من القاتل حبل المشنقة أم الجاذبية؟
القاتل ليس الحبل، كما أنّه ليس الجاذبية، لأنّك لو علّقت الضحيّة بنفس حبل المشنقة وهو بالمناسبة لا يُلفّ بحزم شديد على العنق، ثمّ رُفع الحبل ببطء حتى يرتفع كلّ جسم الضحية في الهواء فإنّه لن يموت.
كما قلت فإنّ الحبل لا يلفّ عنق الضحية بحزم أي إنّه لا يخنق ولا يقطع نَفَسه.
الخنق يحتاج عشرات الثواني وربّما بضعة دقائق حتّى يقتل الضحية، والمقصود بالخنق هو الموت بسبب انقطاع التنفّس، فهناك من يستطيع حبس نَفَسه لدقيقة وهناك من يحبسه لدقيقتين وهناك من يصل إلى ثلاث دقائق، أمّا ما تراه في الأفلام عندما يموت أحدهم بوضع المخدة فوق وجه لخمس ثوانٍ فهو مبالغة، تخيّل نفسك تنتظر دقيقتين وأنت تشاهد الفيلم!
بينما نجد أنّ المشنوق يفارق الحياة خلال ثوان، قد يختلج الجسم ويتأرجح قليلًا لكن العملية سريعة للغاية.
الضحية الأثقل سيموت بسهولة أكبر، لكن بالمقابل قد تفشل العملية برمّتها لو كان وزن الضحية كبيرًا جدًا حيث من المحتمل أن ينقطع الحبل، لذا تجد حبل المشنقة من الحبال الغليظة جدًا لتلافي هذه المشكلة.
طالما ذكرت الوزن فللجاذبية دور في الموضوع، نعم لها دور لكن كما أسلفت فإنّ رفع الضحية بلطف لن يؤدي لموته حتى لو أصبح معلّقًا في الهواء، وكذلك فإنّ عملية الشنق في محطة الفضاء الدولية لن تنجح، وفي الغالب لن تنجح على سطح القمر أيضًا.
لو حاولنا تطبيق ما ذكرته أعلاه أي سحب الضحية بعد لف الحبل على رقبته للأعلى بلطف قد يموت بعد فترة من تعليقه لكن لسبب مختلف عن سبب موت المشنوقين عادةً، سيموت بسبب انقطاع الدم عن المخ نتيجة الضغط على الشريان السباتي.
ما يقتل المشنوق هو الحركة المفاجئة التي يُسحب فيها الكرسي من تحته، حيث يشدّ ثقل جسمه رقبته للأسفل بينما الرأس في الأعلى ممّا يؤدي إلى كسر في الرقبة وبالتحديد انقطاع البصلة السيسائية التي هي مركز التحكّم بالقلب فتتوقّف الإشارات الكهربائية التي تصدر من الدماغ إلى القلب التي تأمره بالنبض ويموت بعد بضعة ثوان.
النتيجة إنّ ما يقتل هو المنظومة كاملةً: الحبل والجاذبية ووزن الضحية وحركة السجّان.