عالم التقنية والابتكار
ملحوظات سياسية

سيناريوهات شمال سوريا

سيناريوهات سوريا

الأراضي السورية تحت السيطرة التركية الحالية (درع الفرات وغضن الزيتون)، لديها عدة سيناريوهات:

السيناريو الأوّل: عودة سوريا موحّدة

أمنية الجميع (جميع العقلاء والمنافقين على الأقلّ)، لكنّه السيناريو الأقلّ فرصًا للتحقق، وأرى أنّ فرصته في التحقق كفرصة توحيد الكوريّتين، علمًا أنّ توحيد الكوريّتين ليس مستحيلًا، فهما مثل ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، ورغم ذلك توحّدت ألمانيا.

في سوريا لا يوجد سوريّتين فقط كحالة كوريا وألمانيا، صحيح أنّنا يمكن أن ننظر لسوريا على أنّها جزأين رئيسين هما: تحت سيطرة النظام وخارج سيطرة النظام، لكن كلّ جزء من هذين الجزأين بداخله تقسيمات أخرى، فجزء النظام، تتوزّع السيطرة الفعلية بين روسيا وإيران، بينما الجزء خارج سيطرة النظام، الوضع أكثر تعقيدًا، لكن أيضًا لدينا قوّتان رئيستان هما تركيا والولايات المتّحدة.

السيناريو الثاني: سيناريو لواء إسكندرون

في الوضع الحالي يصعب تحقيق نفس السيناريو، فقبل مئة سنة عندما أجري الاستفتاء لسكّان اللواء لم تكن الدولة السورية كيانًا يغري بالانضمام إليه مقارنة بالدولة التركية الحديثة وريثة الدولة العثمانية، كما أنّ سكان هذه المنطقة اليوم ورغم إعجابهم بالتجربة التركية، لكن لم يصل الولاء لتركيا الحدّ الذي يمكن معه ضمان نتيجة استفتاء ضمّ هذه المناطق إلى تركيا.

السيناريو الثالث: سيناريو حلب

قبل سنة من الآن عندما كان النظام يقضم مناطق المعارضة بمساعدة الحليف الروسي وقوّته الغاشمة وسياسة الأرض المحروقة كان هذا السيناريو هو الأقرب للتحقق وبات الناس يتعاملون معه على أنّه حقيقة لا مفرّ منها، لكن بعض تفاهمات روسيا وتركيا وتثبيت نقاط المراقبة، وتجميد القتال، نسينا هذا السيناريو تقريبًا.

تهجير سكان حلب الشرقية

السيناريو الرابع: التقسيم البحت

يحتاج هذا السيناريو إذكاءً أقوى للحرب، نعم كانت الحرب شرسة جدًا وفقدنا مليون شهيد، لكن مع ذلك مازال لدينا أمل بإعادة توحيد سوريا، بالتالي فإنّ الكلام عن تقسيم نهائي يحتاج وصولنا لدرجة أكبر من اليأس، لكن أظنّ أنّ الجميع أنهك ولم يعد بمقدور أحد الاستمرار في الحرب أكثر، وربّما هذه من فضائل كورونا على سوريا، حيث عصفت الأزمة الاقتصادية بكلّ دول العالم فجعلتها تقلّل من الإنفاق على الحروب ومن بينها الحرب في سوريا.

جمهوريات يوغوسلافيا

السيناريو الخامس: الفيدرالية

وهو توحيد بطعم التقسيم!
قد يكون الحلّ الذي يرضي الجميع ماديًا ومعنويًا، ويضمن للجميع حصة من الكعكة ويضمن لكلّ دولة أجنبية مصالحها، وهو بالنتيجة مرحلة من مراحل التقسيم النهائي، لذا سيكون محطّ اعتراض بعض القوى، مثلًا لو حصل أكراد سوريا على حكم ذاتي ضمن فيدرالية، ستكون الخطوة التالية مطالبة أكراد تركيا وأكراد إيران بالمثل، أو ستكون الخطوة التالية محاولة توحيد كردية لكردستان العراق وكردستان سوريا وهذا بدوره سيزعج تركيا وإيران وستقفان ضدّه بكلّ قوّتهما.

السيناريو الخامس: قبرص الشمالية، صومالي لاند، حكم الأمر الواقع

كلّ من قبرص الشمالية وصومالي لاند دولًا بحكم الأمر الواقع لكن لا يوجد اعتراف دولي بهما، وهما ليست الدول الوحيدة بهذا الشكل، لكن طرحت هذين الاسمين لأنّي أرى أنّ وضع سوريا غالبًا سيؤول كوضع الصومال، عدّة أقاليم تطالب بالاستقلال أو بالفدرالية، أمّا قبرص الشمالية فهي تشبه وضع مناطق شمال سوريا تحت الوصاية التركية، واليوم على الأرض بالفعل تجري إدارة هذه المنطقة بأسلوب شبيه بإدارة الدول وليس بأسلوب الجماعات المسلّحة، رغم أنّ التجربة مازالت فتيّة وأداء المؤسّسات ضعيفًا للغاية، لكن من المتوقّع أن ينضوي أفراد الكتائب المقاتلة على الأرض تحت تنظيم واحد بمثابة جيش وطني للدولة الوليدة

الصومال

لكن ماذا يفرق هذا السيناريو عن سيناريو التقسيم طالما وصلنا بالحديث عن دولة وجيش؟
يفرق أنّ هذا التقسيم لن يحظى باعتراف دولي وستبقى هذه الدولة متطفّلة على تركيا حالها كحال قبرص الشمالية، أمّا التقسيم الرسمي فسيكون بمباركة دولية كتقسيم يوغوسلافيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى