شركة حلاوة السعادة تطلق باكج جديد علبة حلاوة مع مطرقة وإزميل
اقتصاد -راغب بكريش
في خطوة ثورية تثير الاستغراب والإعجاب أعلنت شركة “حلاوة السعادة” عن إطلاق باكجها الجديد “علبة حلاوة مع مطرقة وإزميل” فقد قرّرت الشركة تسهيل تناول الحلاوة لكن ليس بإعادة ضبط الوصفة بل بتوفير أدواتٍ مخصّصة لتكسيرها.
الحلاوة: رمز الفطور الصباحي السعيد
منذ الأزل كانت الحلاوة جزءًا لا يتجزأ من مائدة الفطور في كل بيت، ولطالما كان الجميع ينتظرون فتح علبة الحلاوة ليغمسوا أصابعهم في ذاك القوام الطري الذي يذوب في الفم بسلاسة.
لكن وللأسف الشديد الأيام الحلوة قد ولّت، فقد قررت الشركات في محاولتها لتعظيم الأرباح وتقليل التكاليف، أن تُفسد تلك الحلاوة التي كانت يومًا ما رمزًا للسعادة والدفء العائلي.
الحلاوة أصبحت صلبة كالجرانيت
في الزمن الجميل كانت الحلاوة مزيجًا مثاليًا من الطراوة والطعم الحلو، لا تشكّل تحديًا جسديًا لمن يحاول أكلها أما اليوم فقد أصبح تناول الحلاوة أشبه بتجربة كسر الصخور، وصار فتح علبة الحلاوة كالحفر في باطن الأرض؛ تحتاج إلى أدوات حفر وكميّاتٍ كبيرة من الصبر والعزيمة وعضلاتٍ من فولاذ، كيف تحوّلت الحلاوة إلى ما يشبه حجارة المرمر، الإجابة تكمن في القرار العبقري للشركات المصنعة.
ارتفاع نسبة السكر: لأن السكر أرخص!
إن السبب الرئيسي لهذا التحول الصخري يعود إلى جشع الشركات فقد قرّرت شركات الحلاوة استبدال السكر بنسبة كبيرة من السمسم وشرش الحلاوة لأن السكر أرخص! وهكذا، تُرك المستهلك ليواجه عواقب هذا الاختراع الجهنمي، حيث يجد نفسه مضطرًا لتفتيت كتل السكر الصلبة بيديه وأسنانه.
مطرقة وإزميل: الحل النهائي لأزمة الحلاوة
وبدلاً من أن تقوم الشركات بإعادة التفكير في تركيبتها، قررت إطلاق باكجها الجديد الذي يحتوي على “مطرقة وإزميل” بجانب علبة الحلاوة. نعم، بدلًا من تقديم حلاوة طرية ولذيذة كما كان الحال في الماضي، قدمت لنا الشركة مجموعة من الأدوات الصناعية لتكسير الحلاوة مثلما نكسر الصخور في الجبال.
المنطق الذي تعمل به الشركة بسيط جدًا: “إذا كنت لا تستطيع مضغ الحلاوة، فقم بكسرها” وهكذا أصبحت عملية تناول الحلاوة أكثر إثارة وتحديًا، حيث يتحول وقت الفطور إلى ورشة عمل مصغرة. ضع العلبة على الطاولة، أمسك المطرقة، وابحث عن الزاوية المناسبة لتوجيه الضربة.
إلى أين نسير؟
في ظل هذا الاتجاه المزعج نحو تقليص المكونات الطبيعية وزيادة السكر، يبدو أن مستقبل الحلاوة التقليدية بات في خطر. وإذا استمر هذا الوضع، فربما يأتي اليوم الذي نجد فيه علب الحلاوة تُباع مع تدريبات مجانية على كسر الصخور، أو ربما مع خوذة واقية لحماية الرأس أثناء الضربات.
فهل سنستمر في شراء الحلاوة وتكسيرها كالصخور؟ أم سننهض وندافع عن حقنا في تناول حلاوة طرية ولذيذة كما كانت في الماضي؟ الإجابة، بالطبع، ليست لدينا… بل لدى الشركات المصنعة ومطارقها.