عالم التقنية والابتكار
تقنيةمدونات ساسة بوست

ماذا لو اشترى فيسبوك شبكة جودريدز؟

جودريدز هو شبكة اجتماعية مختصّة بالكتب وبتوصيات وآراء المستخدمين حول الكتب والمؤلّفين، وقد أُسِّس الموقع عام 2006 على يد المبرمج الأمريكي أوتيس تشاندلر، وفيما بعد اشترى العملاق أمازون الموقع وضمّه لأمبراطوريّته التسويقيّة ليشكّل أكبر رافدٍ للشركة بالبيانات القيّمة عن الكتب التي تشكّل جزءًا كبيرًا من مبيعات أمازون.
منذ إطلاق الموقع ولعدة سنوات استمرّ بالتطوّر وإضافة الميّزات، لكن ما إنْ وضعت أمازون يدها عليه يبدو أنّه تجمّد، على الأقلّ من ناحية المظهر، حيث كان ينتظر المستخدمون الذين بلغ عددهم 80 مليون عضو تحسينات في الواجهات ودعمًا أكبر للغات الأخرى.
في هذه الأسطر أطرح سؤالًا افتراضيًّا عن التغييرات التي ستحصل في الموقع لو استحوذت عليه فيسبوك، رغم أنّ هذا الأمر يبدو غير قابل للتحقّق على المدى القريب.

1- الإضافة الأحبّ إلى قلب مارك زوكربيرغ (الحالة، القصّة)
برأيي إنّ أوّل إضافة سيحظى بها جودريدز هي الحالة Status كما يسمّيها في واتسآب وهي نفس الميزة التي يسمّيها في انستاغرام القصّة Story، عندما يريد عضو نشر اقتباس من كتاب سيُسأل هل تريد نشر هذا التحديث على صفحتك الشخصيّة أم في الحالة؟

2- إضافة المزيد من البيانات، وأهمّها الموقع
فيسبوك شأنه شأن كلّ الشبكات الاجتماعيّة يعشق البيانات، ومن أهمّ البيانات التي يلاحقها ويجمعها هي المواقع التي زارها المستخدم، وبالتالي لن يوفّر فرصةً مثل هذه وسيضيف صلاحية الوصول إلى موقع المستخدم إلى قائمة صلاحيات تطبيق جودريدز.

3- توسيع قاعدة القرّاء (الأعضاء) عبر دعم كبير للغات
الخطوة الأكثر تأثيرًا على مظهر تطبيق جودريدز ستكون إتاحته بعدد كبير من اللغات من بينها العربية بالطبع، وهذه الميزة يتقنها جيدًا فيسبوك، وكما أنّه يستغل مساهمات المستخدمين في تغذية الترجمات وتصحيحها في فيسبوك فإنّ فعالية هذه الميزة ستكون أكبر بمراحل عديدة لأنّ شريحة مستخدمي جودريدز تُعدّ أعلى ثقافةً بالإضافة إلى أنّهم يتمتعون بقدرة على المراقبة والتصحيح والمراجعة ممّا سيرفع كفاءة الترجمة.

4- رفع الصور إلى منشورات جودريدز
من سلبيات جودريدز الحالية أنّه لا يعطي المستخدمين إمكانية رفع صور من الكتب التي يقرؤونها إلى الموقع مباشرةً بل يجب عليهم رفعها على مواقع خارجية وإدراج الروابط في المراجعات أو التعليقات على الكتب، لكن فيسبوك لن يحرم مستخدميه من هذه الفرصة الذهبية للتفاخر، بل سيضيف فيما بعد إمكانية رفع مقاطع الفيديو.

6- البث المباشر
قد تبدو ميزة البث المباشر لشبكة القراء سخيفة ولا فائدة منها، لكن فيسبوك سيجد فائدةً لكلّ حركة، وقد يجعل ميزة البث المباشر محصورةً بالكُتّاب أو الناشرين، والهدف منها المساهمة في زيادة الشعبية والتفاعل عندما يبثّ الكاتب حفل توقيع كتابه أو تبثّ دار النشر عرضًا يوميًا لمنشوراتها.

7- الإعلانات والإعلانات ثمّ الإعلانات
تقتصر استفادة أمازون حاليًا من شبكة جودريدز في التسويق للكتب الموجودة في موقع أمازون، لكن القناعة ليست من شِيَم فيسبوك، فهو لن يقنع بالتسويق للكتب فقط سواءً لأمازون أو لغيرها، وحيثما وُجِد المستخدمون ووُجِدت البيانات فهناك إعلانات.

8- الميزة الجنونية، تحوّل إلى كاتب بضغطة زر واحدة فقط
رأينا في الفترة السابقة العديد من الطامحين قد ألّفوا كتبًا (رغم أنّ كلمة تأليف مجازيّة) من خلال جمع منشورات سابقة -كتبوها هم بأنفسهم أو كتبها مستخدمون آخرون- في كتابٍ أو سلسلة كتب، ورغم انحطاط الذائقة الأدبية وانعدام الدقّة العلميّة إلا أنّ مثل هذه الكتب لاقت بعض الاستحسان والرواج بين الناس، وكما عوّدنا فيسبوك في بعض المناسبات على إنشاء فيديو يلخّص فترة من حياة المستخدم بضغطة زر واحدة، فسوف تكون الميزة المكافئة في جودريدز بالشكل: أنشئ كتابًا باسمك يحوي كلّ مراجعاتك للكتب التي قرأتها السنة الماضية. والحقيقة إنّ هذا العرض مغرٍ وسيقبله الكثيرون، لكن بعد تكوين الكتاب سيتحوّل الكاتب الجديد لمنجم دولارات حيث سيعرض الموقع عليه التسويق لكتابه مقابل القليل من الدولارات ثمّ عليه دفع المزيد من أجل الوصول لعددٍ أكبر من القرّاء والمشترين المحتملين، ثمّ عليه دفع المزيد من أجل إعطاء الكتاب رقم تسلسل دولي، ثمّ دفع المزيد من أجل ترجمة الكتاب إلى لغاتٍ أخرى.

لكن ليطمئنّ معشر القرّاء أعضاء منصّة جودريدز، فإنّ مثل هذه الخطوة مستبعدة وبشدّة بالوقت الحالي نظرًا لأنّ جودريدز يتبع أمبراطوريّة أمازون، وصحيح إنّ أمازون لا ينافس فيسبوك على عرش الشبكات الاجتماعيّة، إلا أنّ فيسبوك وضع نفسه في مواجهة أمازون في أهمّ مجالٍ يبرع فيه وهو التسوّق الإلكتروني بعد إضافة فيسبوك خدمات البيع والشراء، وبالتالي لن يفرّط أمازون بشبكته مهما ارتفع الثمن، إلا في حالة واحدة وهي أن تُباع أمازون دفعةً واحدة لفيسبوك، عندها ستكون شبكة جودريدز تحصيل حاصل.

نُشر هذا المقال في ساسة بوست بتاريخ 20-4-2019

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى