ثقافة

من هو زيد ومن هو عمرو ولماذا يضرب بهما المثل؟

اللغة العربية لغة جميلة وكان المتحدثون بها القدامى ظرفاء مرهفو الحسّ لمّاحون أذكياء، ومن الأدوات التي ساهمت في ذكائهم هي اللغة العربية الذكية، وممّا يساهم في الذكاء والفطنة هي السهولة، لذا كانوا يحاولون اختيار أسهل الطرق للنطق والحديث مع الحفاظ على المعاني.

حتى دون أن تكون مكتوبةً فإنّ الحركات (الفتح والضم والكسر) كانت معروفةً ومستخدمةً وهي كما نعلم اليوم متفاوتة بالقوة، حيث يمكن ترتيبها من الأقوى إلى الأضعف: الكسرة ثمّ الضمّة ثمّ الفتحة، وتنعكس قوّة الحركة على سهولة وصعوبة نُطق الكلمات التي تُحرّك بها.

دعنا نعطي قيمًا عدديّة لقوّة الحركات كما يلي:

  • السكون صفر
  • الفتحة واحد
  • الضمّة اثنان
  • الكسرة ثلاثة

ولنحسب الطاقة اللازمة للنطق ببعض الكلمات، مثلًا: عِلْم، بطاطا، إدْلِب، مَكّة، أَنَس. ((مع ملاحظة تسكين الآخر دومًا)

عِلْم = 3 + 0 = 3

بطاطا = 1 + 1 + 0 + 1 = 3

إدْلِب = 3 + 0 + 3 = 6

مَكّة = 1 + 0 + 1 = 2

أَنَس = 1 + 1 = 2

والآن لنحسب الطاقة اللازمة لنطق بعض الأسماء الشائعة سابقًا: حمزة، عُمَر، زِياد، حُسَين، زَيْد، عَمْرو

حمزة = 1 + 1 + 0 = 2

عُمَر = 2 + 1 = 3

زياد = 3 + 1 + 0 = 4

حُسَين = 2 + 1 + 0 = 3

زيد = 1 + 0 = 1

عمرو = 1 + 0 = 1

واضحٌ إذن أنّ أقلّ طاقة لازمة لنُطق أيّة كلمة ستكون (1) فلا يوجد كلمة كلّ حروفها ساكنة، وما هي الكلمات (الأسماء) ذات المعاني التي تستهلك طاقة مقدارها واحد؟

نعم لقد حزرت، إنهما زيد وعمرو!

لا يوجد أخف منهما تحريكًا، بالتالي هما الأسهل والأسرع والأذكى للاستخدام، باعتبار أنّ الأمثلة تُكرّر كثيرًا، فحفاظاً على الطاقة ومنعًا للاحتباس الحراري قرّر العرب استخدام هذين الاسمين، لكن بقي أن نعلم لماذا دومًا عمرو هو من يُضرَب بينما يأكل زيد التفاح!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى