عالم التقنية والابتكار
أخبار

طالبان مصريان يحصدان برونزية في الأولمبياد العالمي للفيزياء بجنيف

يُعد الأولمبياد الدولي للفيزياء من المسابقات ذائعة الصيت المخصصة للطلاب في مرحلة الثانوية العامة وما دونها، بدأ في عام 1967 بالعاصمة البولندية «وارسو» بهدف تشجيع الطلاب على دراسة الفيزياء، هذا العام؛ شارك نحو 450 طالبًا من مختلف أنحاء العالم، منهم خمسة طلاب مصريون؛ فاز اثنان منهم –لأول مرة في تاريخ المشاركات المصرية- بميداليات برونزية، وفق الدكتور أحمد فرج علي، أستاذ الفيزياء النظرية بجامعة بنها المصرية، ومدرب الفريق المصري الذي حصد برونزيتين هذا العام.

ويقول «فرج علي» في تصريحات لـ«للعلم»: إن الطلاب المُشاركين هذا العام تم اختيارهم من مدرسة الطلاب المتفوقين بمدينة 6 أكتوبر، الواقعة بمحافظة الجيزة المصرية، وخلال شهرين كاملين، أعد أستاذ الفيزياء مجموعة من الامتحانات المعقدة للطلاب؛ لاختبار قدراتهم وتدريبهم على المسائل الفيزيائية شديدة التعقيد والمعدة لمستوى طلاب الدكتوراة في الفيزياء، وبعد أن أكمل الطلاب برنامجهم التدريبي، سافروا إلى مدينة جنيف السويسرية، بدعم من مؤسسة الألفي للتنمية البشرية الاجتماعية، للاشتراك في المسابقة الدولية.

تتم الاختبارات في شقين: الأول نظري، ويتعلق بالإجابة على عدة أسئلة في الفيزياء الحديثة والميكانيكا، أما الثاني فهو تجربة عملية، تسعى لقياس مهارات الطالب في استخدام الأدوات المعملية للحصول على نتائج وقياسات دقيقة؛ وفق سامي محمد، الحاصل على ميدالية برونزية في أولمبياد الفيزياء 2016، والذي يقول إن الشق العملي «أصعب بكثير» من النظري؛ إذ يتطلب دقة عالية في الرسوم البيانية «طُلب مني تنفيذ تجربة تقيس التوصيلية الكهربية للمادة، ورسم خط بياني وكتابة معادلات، كان التحدي كبيرًا، فالوقت المُخصص للامتحان النظري ضئيل للغاية، وتحويل المعادلات إلى رسوم بيانية أمر غاية في التعقيد، غير أنني كنت مستعدًّا تمامًا، بعد أن فشلت في الحصول على ميدالية في مسابقة العام الماضي التي أقيمت في الهند، وتمكنت هذا العام من الحصول على برونزية المسابقة».

يُكرم في تلك المسابقة 50% من الطُلاب المشاركين، كوسيلة للتشجيع والتحفيز، وتُحدد المراكز عبر نظام التقييم بالدرجات، فالدرجة النهائية للامتحان هي 50، ويحصل الطالب الذي تتراوح درجاته بين 50 إلى 40 على الجائزة الذهبية، بينما يحصل الطالب الذي تقع درجاته بين 30 إلى 40 درجة على الجائزة الفضية، أما الفائزون بالبرونزية فتتراوح درجاتهم بين 22.7 إلى 30 درجة، وفق ما ذكره د. فرج علي، الذي يقول إن الطالبين المصريَّين الفائزَين بالميدالية البرونزية أحدهما احتل المركز 195، أما الثاني فجاء في المركز 202 على مستوى الطلاب الـ450 المتقدمين للمسابقة.

لم تعد المسابقات العلمية ضربًا من ضروب الترفيه فحسب، فالشباب المشاركون في المسابقات العلمية ينتمون لمجموعة هي الأكثر موهبة في مجال العلوم؛ وفق «هانز جوردن» رئيس مؤسسة أولمبياد الفيزياء الدولي، والذي يقول –في تصريح خاص لـ«للعلم»-: إن ذلك النوع من المسابقات يؤدي دورًا مهمًّا في تشكيل مستقبل البشرية «ليس بالضرورة في الفيزياء فحسب، فنحن ننمي وعي الطلاب الصغار بأهمية العلم بشتى مجالاته وتخصصاته».

تُشكل المشاركة في المسابقات العلمية الدولية دفعة كبيرة للطلاب، فلأول مرة في حياتهم في غالب الأمر، سيلتقون بنظرائهم المُحبين للعلم من جميع أنحاء العالم، وبالنسبة لكثيرين منهم؛ تُشكل المسابقات بداية لحياتهم المهنية، ولصداقات متعددة قد تستمر لبقية حياتهم، وفق ما يقول «هانز جوردن»، الذي يرى أن من خصائص العلم كونه «عابرًا للحدود» ولا يُمكن أن يتوقف عند جنس أو لون أو دين، وهذا يجعل للمسابقات أهدافًا ونكهة خاصة؛ «ففيها يتكلم الجميع نفس اللغة، ويتشاطر الكل الأفكار والابتكارات والاكتشافات»، وهو الأمر الذي يُشكل وعيًا خاصًّا للمشتركين.

مجلة العلوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى